أحيان تتعلق عاطفياً بأشياء بسيطة منذ الصغر، البعض منها أشياء جامدة، وهذه طبيعة في البشر، وهي ربما لا تعني شيء بالنسبة للأخرين ولكنها بالنسبة لك تعني الكثير، ومن خلال حبك لها تحاول الأحتفاظ بها لسنوات، وأحيانا تحتفظ بها بغرض إعطاءها إلى إنسان أخر عزيز عليك كثيرا.
وهذه ما حدث لابنتي سندس (هي الان دكتورة) كانت متعلقة جدا بلعبة أطفال (كروسة أطفال) وهي بعمر سنتين، وأحتفظت بها كل هذه السنوات لتعطيها لأبنتها حين تتزوج وتنجب، ومن تعلقها بتلك اللعبة احتفظت بها في دولاب الملابس بحجرتها قريبة منها، ولكن ما حدث من قصف البيت بالقذائف في منطقة صلاح الدين وخلة الفرجان (عند حرب الأخوة مع بعض في مدينة طرابلس) فلم تسلم حجرتها تلك واحترقت عن بكرة أبيها، وللأسف لم تسلم تلك اللعبة من ذلك الحريق ولم يتبقى منها إلا بقايا أسلاك سوداء مرمية مع ركام وأنقاض الحجرة في ركن الدار.
وقد آلم ذلك أبنتي كثيرا…
نعم…
أن الحروب تمحي الذكريات الجميلة وتترك وراءها ذكريات بشعة…
أرجو من الله أن تكون هذه نهاية أحزاننا…
صورة الدمار الذي حدث في الغرفة، وما تبقى من اللعبة.
صورة لأبنتي سندس بعمر السنتين مع ألعابها.
اترك تعليقاً