Skip to main content

الكاتب: أ.ذ الطاهر الثابت

أستاذ دكتور بقسم علوم المختبرات الطبية بكلية التقنية الطبية جامعة طرابلس، مؤسس ورئيس النادي الليبي للمخلفات الطبية، وأستاذ متعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض بالمختبرات الصحة العامة وعدوى المستشفيات. و استشاري علمي سابق بوزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة الليبية، و استشاري علمي متعاون في مجال إدارة النفايات الطبية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ويونيسيف ليبيا (UNICEF).

اختتام الورشة التدريبية ” إدارة النفايات الطبية ” بمدينة الكفرة.

تم بحمد الله اختتام الورشة التدريبية بمدينة الكفرة في مجال إدارة النفايات الطبية لبعض من الطواقم الطبية بمستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي العام ومركز السكر ومركز النساء والولادة والهلال الأحمر بمدينة الكفرة تحت إشراف وتنظيم منظمة معهد التعاون الجامعي الإيطالية (ICU) ودعم الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) بالتنسيق مع وزارة الصحة الليبية، بقاعة المحاضرات بمركز الكفرة للصحة النفسية، السبت 28 سبتمبر 2024.

The conclusion of the training workshop in Kufra city in the field of medical waste management for some of the medical staff at the Martyr Attia Al-Kassah General Teaching Hospital, the Diabetes Center, the Women and Childbirth Center, and the Red Crescent in Kufra city, under the supervision and organization of the Italian University Cooperation Institute (ICU) and the support of the Italian Agency for Development Cooperation (AICS) in coordination with the Libyan Ministry of Health, in the lecture hall at the Kufra Center for Mental Health, Saturday, September 28, 2024.

الورشة التدريبية بمدينة الكفرة- ليبيا.

مدينة الكفرة في جنوب شرق ليبيا شهدت بداية اليوم الأول من الورشة التدريبية التي أعطاها الأستاذ الدكتور الطاهر الثابت في مجال إدارة النفايات الطبية لطاقم الطبي بمستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي العام تحت إشراف وتنظيم منظمة معهد التعاون الجامعي الإيطالية (ICU) ووزارة الصحة، بقاعة المحاضرات بمركز الكفرة للصحة النفسية، الأربعاء 25 سبتمبر 2024.

The city of Kufra in southeastern Libya witnessed the beginning of the first day of the training workshop given by Professor Dr. Altaher Altabet in the field of medical waste management for the medical staff of the Martyr Attia Al-Kaseh General Teaching Hospital under the supervision and organization of the Italian University Cooperation Institute (ICU) and the Ministry of Health, in the lecture hall of the Kufra Center for Mental Health, Wednesday, September 25, 2024.

ورشة عمل حول التصوير الفوثوغرافي الماكرو بمقر فوج كشاف المدينة بطرابلس

أرسل الزميل الأستاذ يوسف علي وهو المصور وخبير الأصوات والمنتج الفني صورة وجدها من ضمن الأرشيف الذي لديه وهي لمحاضرة ألقاها الدكتور الطاهر الثابت مند عدة سنوات مضت في 11 أبريل سنة 2015 بورشة عمل حول تصوير الماكرو بمقر فوج كشاف المدينة بمدينة طرابلس، وهي من ضمن الأنشطة التي كانت المنظمة الليبية للتصوير تقوم بها من فترة إلى فترة.

المحاضرة كانت محاضرة فنية حول تقنيات وفنيات التصوير الفوتوغرافي الماكرو للأجسام الدقيقة والتي تشمل الحشرات والزهور وغيرها من الأجسام. تطرقت المحاضرة إلى شرح المقصود بالتصوير الدقيق والمقرب (Insect and Flora Close-up and Macro photography) ، نوعية العدسات والكاميرات المناسبة والمتخصصة في هذا المجال، وأيضا عن كيفية الحصول على صور ذات جودة عالية من حيث الحدة والألوان، وأيضا عن أهم التقنيات التي يمكن بها الحصول على صور مقربة حتى وأن كنت لا تملك عدسة متخصصة، رافق المحاضرة عرض مرئي لصور ذات جودة عالية من أعمال د. الطاهر وكذلك بعض الأمثلة لأعمال المصورين المحترفين عالميين.

المركز الوطني الاستشاري لإدارة النفايات

ألقيت يوم الثلاثاء الموافق 3 / 9 /2024 محاضرة علمية مشتركة أنا وزميلي الدكتور عبد الرزاق الغزيوي بقاعة الهيئة الليبية للبحث العلمي أمام اللجنة العلمية للهيئة. المحاضرة بخصوص مقترح أنشاء المركز الوطني الاستشاري لإدارة النفايات، حيث تطرقت في هذه المحاضرة على ذكر أنواع النفايات والأضرار الصحية والبيئة التي تسببها في حالة عدم التعامل معها أو معالجتها بطرق سليمة، مع ذكر أهمية أنشاء مركز وطني استشاري لإدارة النفايات والأهداف الذي يسعي إليها هذا المركز الجديد في المساهمة في وضع تشريعات ولوائح وسياسات وطنية في مجال إدارة النفايات. مع أعداد تقارير ودراسات في هذا المجال وتعزيز التعاون مع الجهات المحلية الدولية مع تقديم برامج تدريبية وتعليمية وتوعوية، وتطوير استراتيجيات شاملة لإدارة وتخلص من النفايات بطرق صحيحة وفعالة.

On Tuesday 3/9/2024, my colleague Dr. Abdul Razzaq Al-Ghaziwi and I gave a joint scientific lecture in the hall of the Libyan Scientific Research Authority before the Authority’s Scientific Committee. The lecture was about the proposal to establish a national advisory centre for waste management. In this lecture, I mentioned the types of waste and the health and environmental damages it causes if it is not dealt with or treated in proper ways, while mentioning the importance of establishing a national advisory centre for waste management and the goals that this new centre seeks to achieve in contributing to the development of national legislation, regulations and policies in the field of waste management. With the preparation of reports and studies in this field and enhancing cooperation with local and international bodies, with the provision of training, educational and awareness programs, and the development of comprehensive strategies for managing and disposing of waste in correct and effective ways.

اجتماع لمناقشة محتويات الورشة التدريبية بعنوان: إدارة النفايات الصلبة تحت أشراف المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)

جرى اليوم الأربعاء 14 أغسطس 2024 اجتماع شمل الدكتور أكرم المصري من منظمة “المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بطرابلس- ليبيا والدكتور الطاهر الثابت في مقر المؤسسة الألمانية بحي الأندلس لمناقشة برنامج الورشة التدريبية بعنوان “إدارة النفايات الصلبة” والمزمع القيام بها في أواخر شهر سبتمبر 2024 لمدة ثلاث أيام للعاملين والموظفين بوزارة الحكم المحلي الليبي. والتي سيتم تكليف الدكتور الطاهر الثابت بتغطيتها. وقد تم في الاجتماع مناقشة المادة العلمية التي ستعطى خلال الورشة التدريبية كالدليل الفني لجمع المخلفات الصلبة- ليبيا والدليل آفاق الاقتصاد الدائري- ليبيا الصادرين عن المنظمة الألمانية ونقاط أخرى مثل خطط التشغيل وبعض التجارب الليبية في هذا المجال.

Deutsche Gesellschaft fur Internationale Zusammenarbeit Logo.svg 1
المنظمة الألمانية للتعاون الدولي- ليبيا

Today, Wednesday, August 14, 2024, a meeting was held between Dr. Akram Al-Masry from the German Corporation for International Cooperation (GIZ) in Tripoli, Libya, and Dr. Al-Taher Al-Thabet at the headquarters of the German Corporation in the Andalusia neighborhood from nine in the morning until one in the afternoon to discuss the scientific program for the training workshop entitled “Solid Waste Management”, which is scheduled to be held in the last week of September 2024 for three days for workers and employees of the Libyan Ministry of Local Government.

Which Dr. Al-Taher Al-Thabet will be assigned to cover. The meeting discussed the scientific material that will be given during the training workshop, such as the technical guide for collecting solid waste for Libya, as well as the guide for the prospects of the circular economy in Libya issued by the German organization, and discussed other points such as operating plans and some Libyan experiences in this field.

جلسة حوارية بالمركز الليبي للدراسات الاستراتيجية والأمن الوطني، طرابلس.

عُقدت اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024م بقاعة الاجتماعات بالمركز الليبي للدراسات الاستراتيجية والأمن الوطني، جلسة حوارية بعنوان :”الملوثات العضوية الثابتة (الدايوكسينات نموذجاً)”،حيث قام المهندس علي عبد السيد غنية من مركز الرقابة على الاغذية والادوية بتقديم عرضه العلمي الذي افتتح به الحوارية ،وبمشاركة مجموعة من المختصين والخبراء في هذا المجال.

وتركزت الورشة على مناقشة تأثيرات الدايوكسينات كأحد أنواع الملوثات العضوية الثابتة، بما في ذلك آثارها السلبية على صحة الإنسان ومصادرها المختلفة، كما تم تناول إستراتيجيات الوقاية والحد من مخاطرها، مع التأكيد على أهمية الوعي والتدابير اللازمة للحماية من هذه الملوثات.

ماذا تريد أن تحرق؟

قصة قصيرة كتبتها منذ سنوات بعنوان: ماذا تريد أن تحرق؟ أحدائها واقعية حدثت معي…

ماذا تريد أن تحرق؟ عنوان أخترته لهذه القصة التي سأرويها لكم، أو أنه (لأكون صادقاً معكم) عنوان قد فرض نفسه علي ما سأكتبه بدون أن أختاره.

بداءت قصتي عند وصولي للكلية بالجامعة التي اشتغل بها، فابلغتني سكرتيرة العميد بان شخص أنتظرك طويلاً وترك هذه الورقة، ورقة تحتوي على أسم وعنوان ورقم تلفون وهي لرئيس شركة خدمات طبية ليبية المانية، فقلت في نفسي شركة خدمات طبية اسم فضفاض ويتسع للكثير من الأشياء، ودائما (لا ادري السبب) تمتلكني الريبة والشك في هذا النوع من الشركات، هذه الشركات تكون متعددة المهام والأغراض وغير متخصصة ولا يمكن لك التكهن فيما يتاجرون، وهم عادة يشتغلون في جلب المعدات الطبية بشتى أنواعها وهذا بالتأكيد اول مهامها، وكذلك الأدوية وغيرها الكثير الكثير من الأشياء، وهي الصفة التي اصبحت مميزة في الشركات الليبية حديثاً بعد الانفتاح التجاري في أواخر عهد حكم القذافي (بداية الألفية الثالثة) وأنتشار الشركات بشكل مأهول في فثرة ما يسمى بليبيا الغد حيث يمكن للفرد الواحد أمتلاك العديد من الشركات، ومعظمها كانت حبراً على ورق، ففي تلك الفترة على سبيل المثال كنت أعرف شاب صغير السن يشتغل كفني بدوام جزئي في أحد معاملنا يساعد دكتور المادة في أعطاء العملي للطلاب لديه ثلاث شركات مسجلة رسمياً بأسمه في دوائر الدولة لا ادري كيف قام بذالك ولكنه ممكن.

معظم شركات الخدمات الطبية في بلادنا لا تعرف التخصصية وكأنها يجب ان تكون كذلك، متعددة المهام والأغراض، تتاجر وتستورد أي شيء يأتي من خلاله الربح المادي، ولا ابالغ حين أقول لكم أنه يمكن لهم المتاجرة حتى في المواشي واللحوم ، فقد التقيت مع مدير شركة كان يريد مني أعطاء دورة عن إدارة النفايات الطبية للعاملين لديه، كان صاحب شركة نظافة عامة ونقل قمامة وايضا إستجلاب سلع طبية وكان يتاجر في الأغنام عندما يقترب عيد الأضحى المبارك في كل سنة، لا توجد مشكلة في ذلك… فهم دائما يمتلكون المرونة الكبيرة في إجراء الصفقات التجارية (أو البزنس).

أما بالنسبة لمنذوبي هذه الشركات فهم نوعية خاصة جدا من البشر، متشابهين جدا، كأنهم يمتلكون نفس الجينات الوراثية مع اختلافات طفيفة، فتجدهم يمتازون ببرودة الأعصاب وعدم الأكترات بالأخرين والإلحاح المزعج لمعرفة ما يدور حولهم (بالعامية الليبية: التقصقيص) وهذا طابع قد يكون مشترك بينهم، تجدهم يتجولون بدون ملل في مؤسسات الدولة ووزارتها وهيئاتها الخدمية للحصول على صيد أو إقتناص فرصة تجلب لهم منفعة وهم على أتم الاستعداد لتوريد أي شيء تريده، اقول هذا بحكم تجربتي لمدة اربعة سنوات كرئيس لجنة المخلفات الطبية بوزارة الصحة، حيث تجدهم في الممرات يتسألون عن اللجان ورؤساء اللجان وماذا تريد تلك اللجان من تجهيزات وغيرها ليقدمون العطاء بالصيغة التي تريدها مع كل الأوراق التي تحتاجها، أوراق توكيل الشركة المصنعة الرئيسية أو الفرعية لا يهم… دائما توفير الأوراق ليست مشكلة… المهم أن تدفع وتدفع بسخاء ولك النسبة من ذلك، وأما الجودة فهذا أمر لا نتكلم عنه كثيرا في بلادنا فلكل مدير أو مسئول سعر معين يمكن لنا مناقشته على حده وبدوره سيتغاضي عن جودة تلك السلعة…!!! أقول هذا ولكن الجميع يعرف بأن لكل قاعدة شواد ولا يمكن التعميم، فلا يزال البعض يبدلون ما في وسعهم لإفادة البلد والحرص على ذلك مع الاستفادة الشخصية طبعاً.

عندما نظرت للورقة التي بين يدي وجدت نفس رقم الهاتف في نقالي وقد اتصل بي لعدة مرات ولم أرد عليه ربما كنت منغمساً في العمل وكان الهاتف صامتاً، فأتصلت به فأجابني رئيس الشركة بأسلوب راقي وكلمني بأسمى مباشرة بدون تكلف لأنه عرف رقمي وطلب مني زيارته في مكتبه بالشركة في إحدى ضواحي مدينة طرابلس، فحددنا الموعد وكان يريد لقاء قريباً جدا وقد اختار اليوم والوقت المناسب له ولي ..فذهبت اليه…. نسيت أن أذكر لكم أنه خلال أتصالي تحدت مدير الشركة عن البيئة وهمومها وقد اعجبتني تلك الكلمات لعشقي للبيئة وحمايتها وحبي لكل من يحبها، تم عرج خلال كلامه على ما قمت به من تأسيس النادي الليبي للمخلفات الطبية وكل الأنشطة التي قمنا بها أنا والزملاء، تم تكلم عن روعة موقع النادي على النت وحجم المعلومات التي به والفائدة الكبيرة للناطقي اللغة العربية التي سيجنوها من هذا الموقع العربي الفريد والمبسط والمتخصص في مشكلة دقيقة جدا تمس مجتمعاتنا العربية، الحقيقة أعجبني كلامه جدا وقد ذكر من ضمن ما ذكره انه يجب على الجميع دعم مثل هذه الأنشطة معنويا ومادياً، فرحت جدا بكلامه وقلت في نفسي ربما قد تحصلنا على ممول للموقع (Sponsor) لأنني مند فترة أبحث عن ممول لإعادة تكوين الصفحة في النت من جديد وتحديثها.

وصلت في الموعد المحدد واستقبلني مدير الشركة في مكتبه استقبالاً جيداً وبعد القهوة تناقشنا وتكلم كثيرا عن شركته وذكر أنها شركة ليبية ألمانية لها فرع هنا وأخر في المانيا وأنه في الأصل طبيب ترك التخصص وأنخرط في التجارة، تم تكلم عن هموم البيئة في ليبيا وقد عرض من ضمن ماعرضه علي أن أذهب أنا وزوجتي لحضور مؤتمر بيئي كبير سينعقد في دولة عربية سياحية وأن التكلفة ستغطيها شركته بالكامل مع الأقامة في فندق فخم جدا وكلام عن تعاون مشترك مستقبلي يضمنا مع بعض وأشياء مماثلة في ذلك السياق.

فقلت في نفسي “هذا كرم منه وعرض سخي… ولكن لا يوجد في وقتنا من يعطيك هبة مثل هذه حبا فيك أو في علمك فما هو المقابل ياترى؟”. المهم استرسلنا في الحديث حتى أفهم ما يجري حولي وكنت متشوقاً لمعرفة النهاية، لم يتكلم عن النادي الليبي ونشاطاته، ولم يذكره نهائياً، ففهمت بأن ذلك كان مدخل فقط لجلب إنتباهي في الهاتف، لم أهتم لذلك وأسترسلنا في الحديث حيث عرج في كلامه عن الهيئة العامة للبيئة وتكلم عن المحارق فأصبحت أفهم قليلاً قليلاً الهدف من كل ذلك النقاش. خلال تلك السنة والتي قبلها كنت مستشارا فنياً في مجال المخلفات الطبية لدى الهيئة العامة للبيئة في ليبيا وكنت رئيس لجنة تضم نخبة من البيئيين والمتخصصين لوضع شبه قانون ينظم إدارة المخلفات الطبية في ليبيا والذي سميا بعد إنجازه باللأئحة التفصيلية لإدارة المخلفات الطبية.

فقلت له لقد تحدتنا كثيراً ولم أفهم سبب قدومي حتى الأن فقال لي بأنني (أي شركته) قد أستجلبت محرقة كبيرة لأحدى الشركات النفطية الليبية الكبرى وقد طلبت الشركة منه ضرورة أحضار موافقة الهيئة العامة للبيئة عن مواصفات الجهاز وأنها تقنية لا تضر المجتمع وتعتبر صديقة للبيئة، ومن غير هذه الموافقة لن تقبل الشركة منه تلك المحرقة وهذا معناه خسائر كبيرة لشركته، وعندما سأل بعض من يعرفهم في الهيئة العامة للبيئة عن المسؤال فأعطوه أسمي لهذا أتصل بي عدة مرات ولهذا قام بذلك الاستقبال اللطيف وقدم ذلك العرض السخي.

من كلامه كان واثقاً بأن هذه الصفقة لن تتم بدون توقيعي، وقد استرسل في الحديث عن جودة تلك المحرقة والتقنية التي تظمها وأن شركته تسعى لخدمة البلاد بعد الانفتاح على أوروبا وأستجلاب السلع الجيدة وكلام من هذا القبيل، كان مجمل الحديث عام ومن طرف واحد فقط وكنت مستمعا جيدا، ولم يتكلم بتاتا عن التفاصيل الفنية لتلك المحرقة، وقد ذكر عدة مرات بأن توقيعي مهم لكي تستلم تلك الشركة منه المحرقة ويستلم هو أمواله.

كنت ساكتاً وأفكر في كل كلمة يقولها، تم خطر في بالي سؤال، فقلت له سأسالك سؤال واحد فقط فالرجاء أن تجبني عليه ببساطة، لكي نكمل نقاشنا، فقال لي تفضل أسأل ما تريد، قلت له أنت جلبت محرقة كبيرة إلى ليبيا وبالمواصفات التي تحدثت عنها، فقط قل لي “ماذا تريد أن تحرق؟” فنظر لي وسكت طويلا تم حرك رأسه وهو يهم بالكلام ولكنه سكت مرة أخرى تم قال لي لم أفهم سؤالك؟، قلت له سؤالي بسيط بما أنك أستجلبت تلك التقنية للحرق فما هو الذي تريد أن تحرقه؟ قال لي بتعجب، لحد الأن لم أفهم السؤال؟ فقلت له هناك العديد من المحارق، محارق خاصة بالنفايات المنزلية العامة ومحارق خاصة بالنفايات الطبية والأطراف والأعضاء البشرية، وهناك محارق للمخلفات الزراعية وهناك محارق لنفايات السلخانات والمدابح وهناك محارق لزيوت العربات وهناك محارق للسوائل الكيميائية الخطيرة وهناك محارق للنفايات الصيدلانية وأدوية العلاج الكيماوي وغيرها الكثير من الأنواع، وكل نوع من النفايات تختلف محرقته عن الأخرى، سؤالي ببساطة ماذا تريد أن تحرق؟.
فنظر إلى مدة طويلة في تعجب وكأنه مصدوم وقال لي “بصراحة لا أعرف ماهو الذي سنحرقه؟”، فقلت له أنت من استجلب هذا الجهاز وهذه التقنية وبكل هذا السعر ولا تعرف ماهو الغرض الذي جلبت له، فسكت من جديد تم قال لي وعلى ملامحه مسحة من الإحراج الواضحة “بصراحة لا أعرف ولكنهم محتاجين لمحرقة فقمت بتزويدهم بذلك”.

فأحسست في نفسي أنها صفقة تجارية مشبوهة بينه وبين شركة محارق أوروبية تعاني من الأفلاس ويساعدهم صديق لديهم نافذ بشركة نفطية ليبية، مع وجود بعض الأوراق الداعمة من الهيئة العامة للبيئة تكون الصفقة تامة ومربحة للجميع. المعروف عن شركات المحارق في اوروبا في الأونة الأخيرة أنها أصبحت تعاني من الركود والكساد التجاري بسبب عدم رواج صناعتها في الدول الاوروبية وبالأخص في العقد الأخير من القرن العشرين، فقامت بأغلق مصانعها نتيجة الحرب التي شنت على المحارق من قبل العلماء والناشطين البيئين ومنظمات المجتمع المدني بعد ظهور أدلة علمية دامغة عن المخاطر الصحية والبيئية الجسيمة لتلك المحارق سواء على الأفراد العاملين بتلك المنشأت أو المواطنين والقاطنين قرب تلك المحارق، وايضا بسبب المعايير البيئية الصارمة التي سنت خلال السنوات الأخيرة والتعقيدات التي رافقت ذلك، ففي غالبية دول العالم هناك سعي حثيت للتخلص من المحارق لديها فقامت بعض الدول بإجراءات صارمة منها أغلاق محارقها بحكم القانون وتوجهت لطرق بديلة أقل أضرار من حيث البيئة، فلم يكن أمام مصانع المحارق مفر من التوجه للدول العالم الثالث لترويج صناعاتها وبيع محارقها، فهو المتنفس الوحيد لتصدير منتاجاتهم، لأن دولة مثل دولتنا تطبق معايير سلامة اقل حدة وهذ في أحسن الأحوال أو أنها لا توجد بها تلك المعايير البيئية في الأساس.

فقلت له لتوضيح الأمر: أولا أنا فقط رئيس لجنة لوضع قانون ينظم إدارة النفايات الطبية في ليبيا كلفت من رئيس الهيئة العامة للبيئة ولست مخول بالقانون إعطاء اي موافقات أو تصريحات لجلب محارق أو غيرها من طرق المعالجة الأخرى، أحيانا فقط يطلبون مني الرأي الفني للمحرقة وجودتها بعد أن أعرف لماذا جلبت تلك المحرقة وما هو نوع النفايات التي سيتم حرقها والكمية وهل هذه الطريقة بها أضرار من حيث التلوث البيئي مثل أنبعاث الأبخرة السامة وهل يوجد بها مصفيات أو فلاتر أو أنها تعتمد طرق اخرى. وهو رأي فني فقط ولا أعطي تصريحات موافقة أو جلب أجهزة.

واسترسلت في الكلام وقلت له: كان من المفروض عليك قبل إستجلابك تلك المحرقة أن يتم مناقشة الجهة التي تريد تلك المحرقة قبل ذلك وتسألهم لماذا يحتاجون المحرقة؟ وماذا يريدون أن يحرقوا؟ وما هي حجم الكميات المتوقعة للنفايات؟ وما هي المعايير الفنية الأخرى البيئية التي يريدونها وما هي المساحة التي ستقام عليها المحرقة؟، العديد من الأسئلة التي ستكون مساعدة لك في أختيار واستجلاب نوع المحرقة تكون أنت راضي عنها وهم راضون كذلك وموافقة للمواصفات التي يريدونها. وكان الأجدر بك كذلك أن تزور الهيئة العامة للبيئة قبل الشروع في اختيار المحرقة للتأكد من المواصفات التي قد تطلبها الهيئة أو ربما لديهم توصيات واشتراطات خاصة تكون دليل لك لإختيار تلك المحرقة واستجلابها. بذلك تكون الصورة واضحة وكاملة لديك.

قلت في نفسي: لا ادري كيف يقوم البعض بإجراء تلك الصفقات التجارية، أنا لست تاجراً ولن أكون تاجرا في حياتي ولكن من اساسيات اشتراء السلعة التي اريد بيعها هي معرفتي المسبقة باحتياج الأخرين لها بعدها أقوم بتوفيرها لهم بالمواصفات التي يريدونها. لماذا لم يسأل نفسه “لماذا تريد تلك الشركة النفطية المحرقة؟” وكيف اجلب سلعة وانا لا أعرف في ماذا هي تستعمل؟. مشكلتنا في دولنا المهم إجراء الصفقة التجارية والتفاصيل تأتي بعد، وللأسف دخل لهذا المجال كل من أمتلك القليل من المال وقام بأنشاء شركة ولا يفقه في ابجديات البيع والشراء شيء.

في الختام، شكرت مدير الشركة على أستقباله اللطيف واعتذرت منه عن التوقيع على الأوراق وبالطبع إلُغيت فكرة الزيارة للمؤتمر البيئي في الدولة العربية والأقامة في ذلك الفندق الفخم مع زوجتي… كما ألغيت فكرة التمويل المالي لموقع النادي الليبي للمخلفات الطبية… !

البعض منكم سيتسأل.. هل تمت الصفقة… الى حد الان صدقوني لا ادري…
ولكن من مجريات ما نراه على الواقع…انا على يقين بأنها قد تمت الصفقة…
وأخيراً، عندما فكرت في ذلك السؤال الذي حيرني وحير رئيس الشركة وربما حيركم أنتم كذلك… ماذا تريد أن تحرق؟

لقد عرفت إجابته… وكانت الإجابة أمام عيوني مباشرة وواضحة جدا… نقودنا هي التي أحترقت… أموالنا هي التي أحترقت…
ضمائر البعض منا هي التي أحترقت وأصبحت رماد… هباء منثورا…

صور فائزة في مجال التصوير الفوتوغرافي الدقيق والمقرب للحشرات

هذه مجموعة من الصور الفوتوغرافية في مجال التصوير الفوتوغرافي الدقيق والمقرب للحشرات (Insect Macro Photography) للدكتور الطاهر الثابت والتي شارك بها في العديد من الصفحات الخاصة ومجموعات المصورين الفوتوغرافيين في عدة دول بمنصة الفيسبوك والتي تحصلت على تراتيب متقدمة أو فازت في عدة مسابقات أجريت بتلك الصفحات.

صور فائزة في مجال التصوير الفوتوغرافي الدقيق والمقرب للزهور

هذه مجموعة من الصور الفوتوغرافية في مجال التصوير الفوتوغرافي الدقيق والمقرب للزهور (Flora Macro Photography) للدكتور الطاهر الثابت والتي شارك بها في العديد من الصفحات الخاصة ومجموعات المصورين الفوتوغرافيين في عدة دول بمنصة الفيسبوك والتي تحصلت على تراتيب متقدمة أو فازت في عدة مسابقات أجريت بتلك الصفحات.

مقالة جديدة بموقع النفايات أو المخلفات الطبية (Medicalwaste.org.ly) حول الإبر والحقن وطرق التخلص منها

مقالة جديدة بموقع النفايات الطبية (Medicalwaste.org.ly) للدكتور الطاهر الثابت في محور النفايات الطبية الحادة بعنوان أفضل الطرق للتخلص من الإبر المستعملة والأدوات الحادة الأخرى وهي كما يشير العنوان وبسبب خطورة جمع ونقل ومعالجة والتخلص النهائي من النفايات الطبية الحادة بالذات، فالجميع يبحث عن أنسب الطرق العلمية والأمنة في التعامل مع النفايات الطبية الحادة وخاصة عند عملية جمعها والتخلص منها. فالمقالة تعتبر عرض عام ومبسط على أكثر الطرق المتبعة وأفضلها من عدة مراجع علمية.

للمزيد : “أفضل الطرق للتخلص من الإبر المستعملة والأدوات الحادة الأخرى”